كلمة إلى مرشدي الأطفال

ان اختيارك كمرشد في المخيم الصيفي للفتيان هو أمر هام في حد ذاته ، له مدلولات ومعانٍ عديدة ، إضافة إلى كونك تمتلك خصائص مميزة ومهارات متنوعة .

فأنت كمرشد ستعيش مع الأطفال وتعمل معهم كفريق ، أنت القائد والأخ الكبير وبديل الأب ، إن عملك مع مجموعات الأطفال لا حدود له ، تأكل وتنام وتلعب معهم ، وتضحك أحياناً وأحياناً تبكي وإياهم ، لذلك فأنت بالتأكيد من أهم أعضاء جهاز المخيم وأكثرهم التصاقاً بهم وقدرة في التأثير عليهم ، وعليه فالفرصة متاحة أمامك لبناء علاقات مميزة وإياهم والعمل على إحداث التغيرات المرغوب بها في تعديل سلوكهم .
هذا يعني بالتأكيد أنك ستساعدهم في النمو والتعبير عن آرائهم ومشاعرهم بطلاقة وحرية ، وتساعد على إشاعة جو تسوده الديمقراطية وروح الفريق عندهم وأن تعلِّمهم ضبط النفس وإصدار أحكام عقلية متزنة .

إن مرشد الفتيان لا ينتظر المديح والتعزيز من الآخرين ، إنه يعزز ويحترم نفسه بنفسه ، ويحسِّن من أدائه في البرامج والمخيم ، وينمو باستمرار، يُعَلِّم ويتعلم ، يصل إلى المخيم أولاً قبل حضور الفتيان ويُغادر بعد عودتهم ، بعد أن يكون قد عاش مع أطفال مجموعته بإثارة ومتعة ساعات طويلة إنه عملٌ شاق جداً ، ولكنه سيحقق لك الرضى الذاتي ويُكسبك احترام الأطفال وجهاز المخيم.

أولاً : نحو الفتيان Responsibilities to the Campers
أ. مسؤولية متميزة Privilege Responsibility
إن عملك كمرشد في المخيم يعود عليك بسعادة متناهية . فهو مركز ذو أهمية كبيرة لما له من تأثير على الفتيان الصغار. إن مسؤولية المرشد نحو الفتيان حساسة ومتنوعة ، محورها متابعة الفتيان من كافة الجوانب حتى يحصلوا على نمو جسمي سليم خلال فترة المخيم . فالمرشد عليه الاهتمام بطعام الفتيان ونشاطاتهم وراحتهم .

ب. فقدان فتى من المجموعة Lost Campers
إن عملك كمرشد يجعلك مسؤول بشكل مباشر عن مجموعة الفتيان . افرض عليهم رقابة صارمة طوال الوقت ، إنهم في النهاية سوف يقدرون لك حرصك هذا . حقاً لا يوجد شيء مخيف ومرعب لك أكثر من فقدان فتى من المجموعة ، لأنها تشكل في النهاية عملية مربكة وطارئة . وأي مرشد له خبرة يستطيع إبلاغك بتفاصيل هذه الخبرة المؤلمة .

جـ. الصحة Health
عدد من الفتيان يحضرون إلى المخيم الصيفي لأول مرة ، ومن المحتمل أن يكون لهم نظام خاص في البيت ، مثل عادات الصحة والغسيل وتنظيف الأسنان ... الخ ، ومن المهم بناء روتين في المخيم للغاية بصحة الأطفال مشابه لروتين البيت .

د. إحراز التقدم Progress
تعتبر فترة المخيم فرصة ممتازة لتدريب الفتيان على أمور عديدة ، وكل واحد من الفتيان يسعى ويحب أن يحرز تقدم ما ، سواء أكان مهارة أو قدرة ، مثل التعامل مع الآخرين . وإذا غادر الفتى بعد انتهاء فترة المخيم ولديه شعور بعدم إحراز أي تقدم فإن ذلك دليل على فشل مرشده في تحمل المسؤولية .

هـ. الترويح Fun
المخيمات للترويح ، وأنت كمرشد عليك مسؤولية خلق جو ووقت ممتع للفتيان . بعض المرشدين يبدؤن في ذلك بداية حسنة ولكنهم بعد فترة يشعرون بالتعب ، مما يؤدي إلى عدم الانتباه بعمق للترويح ومتابعة الفتيان .
خصص لكل شيء وقته ، واحصل على وقت من النوم . إن الحصول على راحة كافية تسهل عليك العمل والمتابعة .

ينبع الاهتمام بأول يوم يصل فيه الفتيان إلى المخيم من حقيقة أن الخبرة الأولية والانطباع الذي يكونّه الأطفال في هذا اليوم سوف تستمر معهم طوال فترة المخيم ، بل يستمر تأثير ذلك على إدراكهم فيما بعد تماماً مثل الكبار ، لأن الواحد منا يسهل عليه تذكر انطباعه وخبرته الأولى التي اكتسبها في أول يوم له عند زيارة مدينة ما ، أو يوم التحاقه بالجامعة أو يوم حصوله على وظيفة ما .

يحضر الفتيان إلى المخيم وهم يتوقعون أموراً عديدة عنه ، ناجمة عن مشاعرهم واتجاهاتهم وانفعالاتهم وخبراتهم المتباينة. فمنهم الكبار ومنهم الصغار ومنهم من جاء إلى المخيم لأول ومنهم من لديه خبرة سابقة ، فقد أظهرت الدراسات المسحية التي أجريت على فتيان المخيمات الصيفية ممن تتراوح أعمارهم من سن 9 إلى 15 سنة أنّ توقعاتهم كانت منحصرة في الأسئلة التالية :
هل هم فتيان المجموعة وكيف سيكونون ؟
هل سأكون مقبولاً من فتيان المجموعة الآخرين ؟
هل سأشعر بحنين إلى البيت ؟
هل سأكون محبوباً ؟
ما هي نشاطات المخيم وهل أستطيع القيام بها ؟
من هو مرشدي وما هي خصائصه ؟
كيف سيكون الطعام ؟
هل هم فتيان المجموعة وكيف سيكونون ؟
هل سأشعر بحنين إلى البيت ؟
ما هي نشاطات المخيم وهل أستطيع القيام بها ؟
ومن أجل مساعدة الطفل على التكيف على حياة المعسكر الجديدة وبقصد تجنيبه الوقوع في خبرات أولية سلبية ، ينبغي تهيئة المعسكر لاستقبال الأطفال بطريقة لائقة وذلك باتباع الارشادات التالية :
1. بخصوص الفتيان : عليك كمرشد أن تسعى للحصول على معلومات عن فتيان مجموعتك ، كأن تعرف اسم الفتى وعمره ومكان سكنه وحالته الاجتماعية وهواياته .

2. بخصوص المرشدين : عليك كمرشد أن تهتم بمظهرك منذ اليوم الأول لوصول الفتيان ، كأن ترتدي زي المخيم ، وأن يكون لباسك مرتباً ونظيفاً لإعطاء الفتيان انطباعاً جيداً عنك . ففي الدراسات المسحية التي أُجريت على فتيان المخيمات لمعرفة الخصائص التي يرغبون في توفرها في المرشد والملفتة لانتباههم كانت أبرز الخصائص :
ابتسامته المستمرة وتصرفه كصديق .
ترحيبه واستقباله لهم بحرارة ودفء .
رغبته الشديدة في المساعدة .
تصرفه بروح مرحة .
قدرته على تنظيم المجموعة وقيادتها .
اهتمامه بهم .
طريقته في النطق ونظراته لهم .
ظهوره كقائد حازم ومؤدب .

تعتبر الخبرات التي يكتسبها الفتيان في الأيام الأخيرة من المخيم بالغة الأهمية ، لأنها تستمر في ذاكرة الأطفال بعد انتهاء فترة المخيم ، كما وأنها تشبه الخبرات الأولى التي يكتسبها الأطفال عند وصولهم في أول يوم إلى المخيم ، لأنه من السهل على الأطفال تذكر انطباعاتهم وخبراتهم المتعلقة باليوم الأول والأيام الأخيرة بعد العودة إلى بيوتهم ، وعليه فإن إدارة المخيم يجب أن تكون يقظة وفعالة في الأيام القليلة الباقية لنهاية المخيم ، لأنها تعني الكثير لهم ولفتيان المخيم .

فيما يلي بعض الإرشادات الواجب اتباعها في الأيام الأخيرة للمخيم .
1. الخشونة :
يتميز سلوك الأطفال في الأيام الأخيرة بالخشونة ويتسم بالاندفاع والانفعال كنتيجة لشعورهم بقرب انتهاء المخيم ، واقتراب عودتهم إلى بيوتهم ، ولهذا من المحتمل حدوث بعض الإصابات الجسدية والانفعالية بينهم ، إن حدوث أي إصابة في هذه الفترة سيولد حتماً خبرة مؤلمة ربما تمسح كل الذكريات الحلوة الجميلة التي عاشها الفتى في المخيم ، عليك كمرشد التأني والصبر والتصرف بحكمة ولين إزاء هذه السلوكات الطارئة .

2. تفقد العهدة والملابس :
إن تفقد العهدة والتأكد من نظافة الملابس في الأيام الأخيرة للمخيم أمر ضروري وهام لمنع فقدان أي شيء منها ، ولإشعار الفتيان بأهمية وقيمة المحافظة على ملابسهم نظيفة ومرتبة . إن عودة الفتى إلى بيته بملابس نظيفة وأغراض كاملة أمر يساعد على إدخال السرور والبهجة إلى قلبه وقلب أمه .
عليك كمرشد إعطاء الفتيان وقت كاف لتفقد حاجاتهم وفي البحث عن المفقود من أغراضهم .

3. التنويع في الأداء :
إن التنويع والتجدد في العمل ملح المخيم ويساعد على طرد الملل وكسر الروتين اليومي ، عليك كمرشد العمل بحماسة وحيوية وإعطاء جو المخيم دفعة جديدة من العمل لرفع المعنوية من أجل المحافظة على كل الإنجازات السابقة .

الشعور الإنساني Human Sense
إن عملك في المخيم الصيفي للفتيان هو في حد ذاته دليل على شعورك الإنساني ، والمرشد الجيد يتصف بقدرته على إظهار مشاعره الإنسانية تجاه الفتيان الآخرين والتعاطف معهم ، مما يؤدي إلى إشاعة جو من العلاقات الإنسانية وإدخال الطمأنينة إلى قلوب الفتيان ، وهذا أمر يتناسب مع هدف المخيمات الصيفية . وبإمكانك التعبير عن مشاعرك الإنسانية بطرق عديدة كالابتسامة الودية والدائمة أثناء العمل في المخيم ، والتسامح مع الفتيان وتفهم سلوكهم .

الحماسة والدافعية Enthusiasm
إن الحماسة والدافعية العالية أمران لازمان لأداء عملك في المخيم مع الفتيان بفاعلية ، ويستطيع الفتى في مجموعتك التعرف بسهولة على مستوى الدافعية عندك من ملاحظاته لحديثك وحركاتك ومدى اندفاعك في أداء أعمالك اليومية ، ومن الملاحظ أن هذه الحماسة قد يعتريها بعض الفتور في منتصف المدة المحدودة للمخيم كنتيجة للتعب والإرهاق اللذين يؤديان إلى الملل ، والمرشد الجيد هو الذي ينتبه لهذه الظاهرة ويعمل على إبعادها عن نفسه وعن جو المخيم .

ضبط النفس Self-Control
يتوقع من المرشد أن يتعامل مع الفتيان باتزان وروية مع مراعاة في ذلك ، والابتعاد عن الغضب السريع ، والمرشد الجيد هو الذي يستطيع أن يدرب نفسه من خلال عمله في المخيم على النواحي الإيجابية كالرزانة والمرونة والروية حيال مشاكل الفتيان ، وتذكر أن قدرتك كمرشد على ضبط نفسك دليل على خبرتك وعمق تجربتك .

الصبر Patience
الصبر ضروري للمرشد في تعامله مع الفتيان ، خصوصاً الصغار منهم ؛ الذي يرتكبون أخطاء عديدة في المخيم لقلة خبرتهم وقلة مهارتهم . إن صبرك إزاء تصرفات هؤلاء الفتيان ومساعدتك لهم في التدريب واكتساب الخبرات يساعد كثيراً في تحقيق أهداف المخيم .

العدل Fairness
إن معاملتك لفتيان مجموعتك بالعدل دون تحيز منك يساهم في إشاعة روح المساواة والمحبة بينهم ويزيل مشاعر الغيرة والحسد ، ومن المعروف أن الفتيان يلاحظون بسهولة تحيز المرشد ، مما يؤدي إلى اهتزاز صورته في أعينهم ، وقد يحدث لك كمرشد أن تميل أو تستلطف أحد الفتيان وهو أمر طبيعي ومألوف لكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب مشاعر الفتيان الآخرين وحقوقهم .